حَقن الكبريت في الغلاف الجوي وسيلة مقترحة للحد من خطر الأعاصير.. والعلماء أدركوا الكثير عن كيفية التنبؤ بالأعاصير وتتبعها



اقترب إعصار دوريان من بورتوريكو يوم الأربعاء الماضي، ويقول خبراء الأرصاد إنه قد يكون إعصاراً من الفئة الثالثة عندما يصل إلى فلوريدا في نهاية هذا الأسبوع. ويقال إن الرئيس دونالد ترامب قد اقترح أننا يجب أن ندمر الإعصار باستخدام قنبلة نووية. وهو ليس أول من يقول هذا. ففي رد على أسئلة مشابهة، كانت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لديها قائمة من الأساليب المبتكرة للغاية للتعامل مع الأعاصير، ولكن هل ستكون هذه الحلول أخلاقية؟
ربما لا. إنها ليست بالقوة الكافية. يقول خبراء الأرصاد الجوية إننا نميل إلى التقليل من قدر حجم وطاقة الإعصار. وفي عام 1990، قال «بوب شيتس»، المدير السابق للمركز القومي الأميركي للأعاصير، «إن كمية الطاقة المنبعثة من الإعصار في 24 ساعة تعادل انفجار أكثر من 400 قنبلة قوة انفجارها 20 ميجاطن». لقد كانت قوة أكبر سلاح نووي تم اختباره على الإطلاق 50 ميجاطن (أكبر بـ3000 مرة من القنبلة التي أسقطت على هيروشيما). إن حلول القوة الغاشمة نادراً ما تكون هي الأكثر فاعلية. في هذه الحالة، من المرجح أننا سنُترك مع عاصفة كبيرة تنتج مواد مشعة، وفقا لعلماء درسوا الفكرة. من الناحية الأخلاقية، فإن الفوائد المحتملة لإضعاف إعصار لا تستحق التكاليف المحتملة.
على مدى عقود، كان العلماء يفكرون في كيفية تدمير الأعاصير، دون إحراز تقدم يذكر. لقد تعلم العلماء الكثير عن كيفية التنبؤ بالأعاصير وتتبعها، وهم يسدون الثغرات المتعلقة بكيفية تشكيلها. وتلقى الهندسة الوراثية رواجاً في مواجهة تغير المناخ المتسارع. ومن بين الأفكار التي طرحت عام 2017 بحث يتضمن حَقن الكبريت في الغلاف الجوي (5-12 ميلاً بعيداً عن سطح الأرض). فقد رأى الباحثون علاقة تاريخية بين البراكين التي تقذف الكبريت في الغلاف الجوي وتراجع في الأعاصير المدارية. كما تشير نماذج الكمبيوتر إلى أن جزيئات الكبريت تعكس ضوء الشمس الكافي لتبريد المناطق الاستوائية. ولا يتطلب الأمر الكثير، بل مجرد بذر كمية كافية من الكبريت للحد من تكوين الإعصار باستخدام الطائرات أو حتى البالونات. وجامعة هارفارد لديها خطط لإطلاق بالون على ارتفاعات عالية لاختبار فهمنا للهواء المضغوط في طبقات الجو العليا.
ومن المحتمل أن تثير الجهود المبذولة لإضعاف أو تقليل عدد الأعاصير أسئلة أخلاقية جديدة. فقد تبين أن حقن الهواء المضغوط في طبقات الجو العليا قد يحد من أعاصير شمال الأطلسي ويحمي الممتلكات والأرواح في البحر الكاريبي والولايات المتحدة، لكن من المرجح أن تزيد هذه العملية من حالات الجفاف في شمال أفريقيا، فهل ينبغي أن يعاني المزارعون في تونس من أجل حماية الممتلكات في فلوريدا؟
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»